السلام عليكم
عندما كنّا طلاب ،، كان مدرس التاريخ عندما يشرح لنا إتفاقية أوسلو يحاول أن يفهمنا أنها اتفاقية ذل وعار
ولم يكن يخبرنا عن حيثيات هذه الإتفاقية
في أحد جلساتي مع والدي ،، والذي أعتبره موسوعة عالمية ،، دائما أجد عنده الإجابة في كل مجال باستثناء تكنولوجيا المعلومات .. كنا نتناقش حول أوسلو ،، وقد كان يعمل وقتها في أمن الرئيس أبو عمار ومقربا جدا منه .
قال
إن الأحوال قبل أوسلو كانت تنم عن انهيار تام في البيت الفلسطيني
القصة بدأت عندما طلبت السعودية من الرئيس ياسر عرفات أن يسلمهم ناصر السعيد زعيم الحاخجل الشيوعي في الجزيرة
ولكن أبو عمار رفض " ناصر السعيد خدم القضية الفلسطينية وأنا مش ممكن أخونه "
لذلك لجأت السعودية إلى اللواء عطا الله عطا الله " أبو الزعيم " وعرضت عليه مبلغ مالي حوالي خمسين مليون دولار مقابل تسليم السعيد
وسلمه لهم ،، واتخذت السعودية قراراً بأن تعتمد أبو الزعيم ممثلا للفلسطينيين ،، وذهب هذا الأخير إلى الأردن وشكل ما سماه " فتح التصحيح " وأعطى من ينضم لهذا التنظيم خمسون دينارا ،، وكان من المقرر إعطاء جوازات السفر الأردنية للاجئين الفلسطينيين ،، وتوطين اللاجئين في الخليج ومصر ولبنان .. وبهذا لن يصبح لفلسطين قضية ،، فلجأ ياسر عرفات بسرعة إلى هذه الإتفاقية حتى لا تنهار فلسطين ،، والحمدد لله ،، ما زال هناك لاجئين في كل مكان للتدليل على أن القضية الفلسطينية مستمرة ..
يستفزني ويثير اشمئزازي أبناء حماس حين يعارضون هذه الإتفاقية ،، كان لهم أربع نقاط اعتراض عليها ،، أبو عمار بنفسه قال بأن لديه اثني عشر نقطة اعتراض ،، ولكن لو لم يوقعها لكانت فلسطين في الضياع .
ويدهشني أيضا أنهم دخلوا الإنتخابات التشريعية ،، ومن أهم قرارات أوسلو " إجراء انتخابات برلمانية كل أربع سنوات "
إذن كيف ترفضون الإتفاقية وفي نفس الوقت تنفذون بنودها ؟؟!!
ما أريد قوله ،، إقرأ التاريخ جيداً ،، واقرأ الظروف المحيطة بأي حدث وافهمها جيداً ثم أيد أو عارض .
اتفاقية أوسلو وإن كانت مذلة بعض الشيء ،، إلا أنها حافظت على حقوقنا من الضياع والإندثار ،، حقوقنا الأساسية على الأقل ..